لماذا تم تحويل القبلة من بيت المقدس الي المسجد الحرام :: بطاقة
ثم بعد ذلك أمره الله تعالى باستقبال الكعبة ( البيت الحرام ) وذلك في قوله
تعالى : ( فولِّ وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره …
) سورة البقرة 144 .
وأما السؤال عن حكمة ذلك فقبل الإجابة عليه لا بدّ من تذكّر ما يلي :
أولاً : أننا نحن المسلمين إذا أتانا الأمر من الله وجب علينا قبوله
والتسليم له – وإن لم تظهر لنا حكمته – كما قال تعالى : ( وما كان لمؤمن
ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم … )
الأحزاب 36 .
ثانياً : أن الله سبحانه وتعالى لا يحكم بحكم إلا لحكمة عظيمة – وإن لم
نعلمها – كما قال تعالى : (ذلكم حكم الله يحكم بينكم والله عليم حكيم )
الممتحنة 10 ، وغيرها من الآيات .
ثالثاً : أنّ الله سبحانه وتعالى لا ينسخ حكماً إلا إلى ما هو أفضل منه أو
مثله ، كما قال تبارك وتعالى : ( ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو
مثلها ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير ) . سورة البقرة 106 .
إذا تبين ذلك فإن في تحويل القبلة حِكَما منها :
1- امتحان المؤمن الصادق واختباره ، فالمؤمن الصادق يقبل حكم الله جل وعلا ،
بخلاف غيره ، وقد نبّه الله على ذلك بقوله : ( وما جعلنا القبلة التي كنت
عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وإن كانت لكبيرة إلا
على الذين هدى الله …) البقرة 143 .
2- أن هذه الأمة هي خير الأمم ، كما قال تعالى : ( كنتم خير أمة أخرجت
للناس … ) آل عمران 110 ، وقال تعالى في ثنايا آيات القبلة : ( وكذلك
جعلناكم أمة وسطاً … ) البقرة 143 . والوسط : العدول الخيار . فالله عز وجل
اختار لهذه الأمة الخير في كل شيء والأفضل في كلّ حكم وأمر ومن ذلك القبلة
فاختار لهم قبلة إبراهيم عليه السلام .
وقد روى الإمام أحمد في مسنده ( 6/134-135 ) من حديث عائشة أن النبي صلى
الله عليه وسلم قال في أهل الكتاب : ( إنهم لا يحسدوننا على شيء كما
يحسدوننا على يوم الجمعة ، التي هدانا الله لها وضلوا عنها ، وعلى القبلة
التي هدانا الله لها وضلوا عنها ، وعلى قولنا خلف الإمام آمين ) ولمزيد من
المعلومات حول الموضوع يُراجع كتاب بدائع الفوائد لابن القيّم رحمه الله
(4/157-174 )
المصدر : الاسلام سؤال وجواب