شرح قصيدة ( اللغة العربية تنادي ابنائها ) محمد حافظ إبراهيم للصف 8 ف 1

 

شرح قصيدة اللغة العربية تنادي ابنائها لأحمد شوقي

في هذه القصيدة الرائعة، جسّد الشاعر أحمد شوقي اللغة العربية وكأنها إنسان يتكلم، بل جعلها أمًّا حزينة تنعى حظها وتستغرب من عقوق أبنائها لها. بعد أن فسدت الألسن وبدأت الدعوات إلى استخدام اللهجات العامية بدلاً من الفصحى، لم تجد اللغة العربية من ينقذها سوى علمائها ومحبيها، لكنها لم تلقَ استجابة فـ احتسبت حياتها عند الله!

 الشرح التفصيلي لأبيات القصيدة

 البيت الأول والثاني: نداء واستنكار

رجعت لنفسي فاتهمت حصاتي… رموني بعقمٍ في الشباب وليدةُ
أنا البحر في أحشائه الدر كامنٌ… فهل سألوا الغواص عن صدفاتي

•  شرح:
  تشعر اللغة العربية بالدهشة والخذلان من أبنائها الذين اتهموها بالعقم والقصور عن استيعاب العلوم الحديثة، بينما هي اللغة التي وسعت القرآن الكريم وتكفيها هذه المكرمة العظيمة.

•  الصور البلاغية:

  • تشبيه اللغة بإنسان يتكلم (تشخيص)

  • تشبيه اللغة بالبحر العميق، ومفرداتها بالدر (تشبيه بليغ)

•  الفكرة:
  اتهام اللغة العربية بالجمود والضعف، وهي غنية وعميقة ومليئة بالدرر.

 البيت الثالث والرابع: دفاع اللغة عن نفسها

وسعت كتاب الله لفظاً وغـايةً… وما ضقت عن آيٍ به وعظاتِ
فكيف أضيق اليوم عن وصف آلةٍ… وتنسيق أسماءٍ لمخترعاتِ؟

•  شرح:
  اللغة تستنكر اتهامها بالعجز عن مواكبة التطور، فكيف تعجز عن تسمية الاختراعات الحديثة وقد وسعت كلام الله المعجز؟

•  الأساليب البلاغية:

  • استفهام إنكاري

  • مفارقة بين قدرة اللغة على استيعاب القرآن وعجزها عن تسمية الأشياء الحديثة

•  الفكرة:
  اللغة العربية قادرة على التجدد والابتكار، ولا تعجز عن تسمية أي مستجدات.

🌊 البيت الخامس: عمق اللغة وتقصير أبنائها

أنا البحر في أحشائه الدر كامن… فهل سألوا الغواص عن صدفاتي؟

•  شرح:
  تشبّه اللغة نفسها ببحرٍ عميقٍ زاخر باللآلئ، لكن أبناءها لا يغوصون لاكتشاف كنوزها.
•  الصور الأدبية:
  تشبيه اللغة بالبحر، ومفرداتها بالدر الكامن داخل الصدف.
•  الفكرة:
  اللغة العربية غنية جدًّا لكنها مظلومة بإهمال أبنائها لها.

 البيت السادس والسابع: توبيخ وتوسل

فيا ويحكم! أبلى وتبلى محاسني… ومنكم وإن عز الدواء أساتي
أيهجرني قومي – عفا الله عنهم… إلى لغةٍ لم تتصل برواةِ؟

•  شرح:
  اللغة تلوم أبناءها وتعاتبهم، فهي تتعرض للاندثار بينما أهلها صامتون، وقد لجؤوا إلى لغاتٍ أخرى لم تُنقل عن علماء ورواة.
•  الصورة الأدبية:
  تشبيه اللغة بـ “مريضة” تحتاج لأطبائها (علمائها).
•  الفكرة:
  اللغة العربية تُحتضر وأطباؤها (علماؤها) لا يستجيبون!

 البيت الثامن والتاسع: مقارنة بين الغرب والعرب

سرت لوثةُ الإفرنجِ فيها كما سرى… لعابُ الأفاعي في مسيل فراتِ
فجالت عليها من غُدُوٍّ ورَوْحةٍ… فغارتْ وغارتْ ثم ماتتْ بمماتِ

•  شرح:
  الغرب اعتز بلغته وتقدّم، أما العرب فقد تأثروا بثقافة الغرب وابتعدوا عن لغتهم، وهذا أدى إلى اضمحلالها.
•  الصورة الأدبية:
  تشبيه تأثير ثقافة الغرب بـ “لعاب الأفعى السام” الذي يُضعف اللغة ويقتلها.
•  الفكرة:
  استيراد ثقافة الغرب دون وعي أدّى إلى تراجع اللغة العربية.

 البيت العاشر والحادي عشر: الصحافة واللغة العامية

ولاجرائد تفصح اليوم عن غلطٍ… في أحشاء من يقرؤها بمماتِ
تغصّ الصحائف بالأخطاء جهلاً… وتُكسر بها أبجدياتُ لغاتي

•  شرح:
  تنتقد اللغة الصحف العربية التي تنشر نصوصًا مليئة بالأخطاء واللغة الركيكة، مما يزيد في معاناتها.
•  الفكرة:
  اللغة العربية تواجه هجومًا حتى في أهم أدواتها: الإعلام والصحافة.

 أهم المفردات والمعاني

 الفكرة العامة للقصيدة

اللغة العربية تستنجد بأبنائها بعدما هجروها، واتهموها بالقصور، وتُظهر القصيدة مدى ثراء اللغة ومرونتها، فهي بحر من المفردات يكفي لكل العلوم، لكن العرب هم من خذلوها بتبني العامية وتفضيل اللغات الأجنبية.

القصيدة ليست مجرد كلمات حزينة، بل هي صرخة إنقاذ من اللغة لأبنائها. وهي دعوة مفتوحة لكل معلم، كاتب، طالب، وصحفي أن يعود إلى لغته الفصحى، ويعتز بها كما يعتز الغرب بلغاتهم.