الصف الحادي عشر

البنفسجة الطموح الشرح والتحليل

البنفسجة الطموح الشرح والتحليل الصف الحادي عشر الفصل الثاني

لتعريف بالكاتب: جبران خليل جبران

 مولده:

  • وُلد عام 1883م

  • كاتب وشاعر لبناني، وزعيم “الرابطة القلمية” التي تأسست في المهجر.

  • تلقى تعليمه في لبنان، ثم سافر إلى فرنسا، ومنها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث حصل على شهادة في فن التصوير.


 وطنه:

  • لبنان، لكنه هاجر لاحقًا إلى أمريكا.


 وفاته:

  • توفي عام 1931م.


 هجرته:

  • هاجر من وطنه لبنان إلى أمريكا الشمالية، وهناك قضى بقية حياته.


 مكانته في الأدب:

  • يُعد جبران خليل جبران من رواد الأدب المهجري، وأحد المؤسسين البارزين لـ”مدرسة المهجر” و”الرابطة القلمية”.
  • دعا في كتاباته إلى:
  • تجديد الشعر شكلًا ومضمونًا.
  • التحرر من قيود التقليد.
  • التمرد على الجمود.
  • إبراز الروح الإنسانية في الأدب.

 مميزاته:

  • امتاز شعره بالأصالة والروحانية.
  • جمع بين الفكر الفلسفي والتعبير الفني.

 

شرح الجزء الأول من نص “البنفسجة الطموح” – للصف الحادي عشر


 النص:

كان في حديقة منفردة جميلة النبات، طيبة العرف، تعيش قائمة بين أترابها وتشامل فرحة بين قمات الأعشاب.
ففِي صباح يوم وقد تكتلت قطرات الندى، رفعت رأسها ونظرت حواشيها فرأت وردة تتمايل نحو الضياء بقامة هيفاء ورأس يتسامى متشامخًا كأنه شعلة من النار فوق مسرحية من الزمرد…


 الشرح والتحليل:

 وصف البداية:

  • يبدأ الكاتب بوصف زهرة البنفسج في حديقة جميلة، واصفًا إياها بأنها:

  • منفردة: تدل على التميز والندرة.
  • جميلة النبات: تعبير عن رقة مظهرها.
  • طيبة العرف: أي عطرها جميل.
  • قائمة بين أترابها: تعيش بكرامة بين الزهور المشابهة لها.
  • فرحة: رمز للرضا والسعادة.

 بداية الطموح:

  • في صباح أحد الأيام، رأت البنفسجة وردة تتمايل نحو الضياء، فبدأت تشعر بالنقص وتُقارن نفسها بتلك الوردة.

 الصورة الفنية:

“كأنها شعلة من النار فوق مسرحية من الزمرد”

  • تشبيه رائع يصور جمال الوردة، والبيئة الخضراء المحيطة بها، مما يعكس جمال الطبيعة.


 الفقرة الثانية:

فقدت البنفسجة غبَرَها الأزرق، وقلبت متنهّدة: ما أقلّ حظي بين الرياحين…

🔹 تحليل المعنى:

  • شعرت البنفسجة بالحزن واليأس، وبدأت تقلل من نفسها رغم صفاتها الجميلة.
  • تأثرت برغبة الطموح والغيرة من الوردة، فبدأت تفكر في تغيير موقعها للوصول إلى الشمس والعلو.

🔹 الجماليات:

  • “غبَرَها الأزرق” ← كناية عن فقدان حيويتها.
  • “تنهدت” ← تدل على الحزن الداخلي.
  • “تفعل الورود” ← توظيف جميل للفعل يدل على سلوك الطبيعة.

 الفكرة الأساسية للجزء الأول:

البنفسجة تعيش في رضا وسعادة إلى أن ترى الوردة، فتبدأ مشاعر الطموح والغيرة بالتسلل إليها.

الجزء الثاني من نص “البنفسجة الطموح”

 المشهد:

  • تبدأ الوردة المتكبرة بالتفاخر بجمالها ومكانتها بين الأزهار.
  • تسخر من البنفسجة الهادئة المتواضعة وتُظهر اعتدادها بمكانتها في الطبيعة.
  • تؤكد الوردة أنها خلاصة الطبيعة، وأنها مصدر الفرح والجمال، لا يُضاهيها شيء.

 نص مقتبس من الوردة:

“ما أبهجك بين الأزهار! لقد قمت في نعمة تجعلك قريبة مني، فقد وهبتك الطبيعة من الطيب والظرف والجمال ما لم تهبه لكثير من الرياحين…”


 رد البنفسجة:

  • لم تسكت البنفسجة، بل أجابت بتواضع حكيم وقوة داخلية عظيمة.
  • تُظهر البنفسجة في ردها عمق شخصيتها ونبل تفكيرها.
  • ترى أن الوردة حصلت على مكانتها “عن طريق القدر”، أما هي فنالت الاحترام لأنها اختارت أن تكون رمزًا للأمل والصبر والمواساة.

 رد البنفسجة:

“أنتِ تزدهين أيتها الوردة لأنكِ حاصلة على ما أتمناه، وتغترين لأنكِ نلتِ حظوةً، وما أمر مواعظ السعداء في قلوب التعساء…”


 مظاهر الجمال والرمزية في النص:

العنصرالتوضيح
الوردةرمز للتفاخر بالمكانة الظاهرة والمكتسبة دون جهد.
البنفسجةرمز للتواضع الحقيقي، الذي ينبع من الذات والإرادة والعمق.
الحوار الرمزياستخدم الكاتب أسلوب الحكاية الرمزية لنقل رسائل إنسانية عميقة.

 القيم المستفادة:

  • لا يغتر الإنسان بما يملكه إن لم يكن قد ناله بجهده.
  • القيمة لا تقاس بالمظهر بل بالجوهر والتأثير.
  • التواضع لا يعني الضعف، بل هو نضج وثقة بالنفس.

 

معاني كلمات (إضاءة معجمية) – نص البنفسجة الطموح

الكلمةالمعنى
اهتزتتحركت
أغاثكأنقذك، أنجدك
نعمةمنّة، عطية
وهبتكأعطتك، منحتك
عوجاءمنحنية، أو منحرفة عن مسارها
تعزّيننيتواسيني، تواسينني، تطيب خاطري
تُسّشفى، خفف من الألم

 أهمية الإضاءة المعجمية:

  • تساعد الطالب على فهم معاني المفردات الصعبة.
  • تعزز القدرة على تفسير النص بطريقة أدبية صحيحة.
  • تربط الطالب بسياق النص الشعري أو النثري بشكل أعمق.

تحليل الأساليب والصور الجمالية والبلاغية

🔹 أولًا: الأساليب المستخدمة في النص

  • الأسلوب الخبري: استُخدم لنقل أحداث القصة ووصف البيئة والمشاعر.

  • الأسلوب الإنشائي: ظهر في الحوار بين البنفسجة والوردة، خاصة في أسلوب النداء والتعجب.

🔹 ثانيًا: الصور الجمالية والبلاغية

  • التشبيه: “كأنها شعلة من النار” – لتصوير البنفسجة المتألقة.

  • الاستعارة: “البنفسجة تفتح قلبها للنور” – تصوير مجازي يدل على الانفتاح والطموح.

  • الكناية: عن الطموح في قولها “أحلق نحو الزُّرقة”، كناية عن السعي للعلو.

🔹 ثالثًا: المحسنات البديعية

  • السجع: في تناغم الكلمات مثل (الرياحين / الميامين).

  • التضاد: بين (العوجاء / الأمل) و(الظلمة / النور) لتقوية المعنى.

🔹 رابعًا: أثر هذه العناصر في المعنى

تُضفي الأساليب والصور الجمالية طابعًا وجدانيًا على النص، وتُبرز الصراع بين القناعة والطموح، وبين التواضع والكبرياء، كما تعكس رسالة الشاعر في أهمية الثقة بالنفس والسعي وراء الأحلام رغم الانتقادات.

.

شرح الجزء الثالث من نص “البنفسجة الطموح” | الصف الحادي عشر

 الحوار بين الطبيعة والبنفسجة

 مضمون الجزء الثالث:

في هذا الجزء، نسمع صوت الطبيعة وهي تتدخل بعدما سمعت الحوار بين الوردة والبنفسجة، فتهتز الطبيعة مستنكرة، وتوجه سؤالًا للبنفسجة يحمل في طيّاته التوبيخ الخفي:

ماذا جرى لك يا ابنتي البنفسجة؟ فقد عرفتك لطيفة
بقوامك عذب، بصبرك شريفة بمسكنتك

إنها محاولة من الطبيعة لاختبار دوافع البنفسجة: هل طموحها نابع من قيمة ثابتة أم غيرة آنية؟

 رد البنفسجة:

فأجابت البنفسجة بصوت ملؤه التوسل والاستعطاف:
أيتها الأم العظيمة بجذورها، المهيبة بظلالها…

تعبّر البنفسجة عن رغبة صادقة، مدفوعة بالأمل وليس الحسد، وتطلب فرصة لتكون وردة واحدة فقط.


 الأساليب البلاغية:

  • الاستفهام: (ماذا جرى لك؟) – غرضه التعجب والإنكار.

  • النداء: (أيتها الأم العظيمة) – يُظهر الاحترام والتوسل.

  • الاستعطاف: واضح في قولها (اصغِ إليّ بكل ما في قلبي من التوسل).

  • الصور الجمالية: تمثّلت في وصف الطبيعة بـ “الأم العظيمة”، وهو تشخيص للطبيعة وكأنها إنسانة تُرشد وتحكم.


 الرسالة التربوية:

الجزء الثالث يُعمّق فكرة أن الطموح لا يجب أن يكون نابعا من الحسد أو الغيرة، بل من الرغبة النبيلة في تحقيق الذات.

تتمة الجزء الثالث: رد الطبيعة على البنفسجة

فقالت الطبيعة:

أنتِ لا تدرين ما تطلبين، ولا تعلمين ما وراء العظمة الظاهرة في المظاهر الخفية.
فإذا رفعتِ قامتكِ، وبلغتِ صورتكِ، وجعلتكِ وردة…
تندمين حيث لا ينفع الندم.

 التحليل البلاغي:

  • أسلوب إنشائي: يتضمن تحذيرًا وعتابًا واضحًا.
  • الصورة الفنية: (تندمين حيث لا ينفع الندم) – كناية عن فوات الأوان بعد الوقوع في الخطأ.
  • الفكرة الرئيسة: ليس كل طموح نافعًا، فبعض الطموحات الزائفة قد تجرّ الندم والخسارة.

 القيمة التربوية:

تحذر الطبيعة البنفسجة من الطموح غير الواعي، وتبيّن أن المظاهر الخادعة قد تقود الإنسان إلى اتخاذ قرارات يندم عليها لاحقًا.

ختام الجزء الثالث: صوت الإصرار

فقالت البنفسجة:
“حوّلي كياني البنفسجي إلى وردةٍ مديدة القامة، مرفوعة الرأس…
ومهما يحل بي بعد ذلك، يكون صُنع رغباتي ومطامعي.”

 التحليل الأدبي:

  • الصورة البلاغية: “وردة مديدة القامة مرفوعة الرأس” تشبيه يرمز إلى الاعتزاز والفخر والطموح.
  • الأسلوب التعبيري: الأسلوب إنشائي طلبي فيه إصرار وإلحاح (حوّلي كياني).
  • المعنى العميق: تمثل هذه العبارة ذروة الصراع بين الرضا بالواقع والرغبة في التغيير مهما كان الثمن.

 الدرس المستفاد:

ترسّخ البنفسجة هنا قناعة الكثير من الناس الذين يفضلون خوض المغامرة وتحقيق الطموح حتى لو أدى ذلك إلى نتائج مؤلمة، على أن يبقوا في الظل مكتفين بالقناعة.

تحقيق الطموح – خاتمة قصة البنفسجة

فقالت الطبيعة:
“لقد أجبتُ طلبكِ أيتها البنفسجة الجاهلة المتمردة،
ولكن إذا دهمتكِ المصائب والمصاعب، فلتكن شكواكِ من نفسك.”

ثم مدت الطبيعة أصابعها الخفية السحرية ولمست عروق البنفسجة،
فتحولت بلحظةٍ إلى وردةٍ زاهيةٍ، متعاليةٍ فوق الأزهار والرياحين.


 التحليل الأدبي:

  • الرمزية: البنفسجة تمثل الطموح، والطبيعة تمثل قوى الحياة التي تمنح الفرصة وتفرض التحديات.

  • التحول المفاجئ: يمثل لحظة الوصول وتحقيق الأماني بعد المعاناة.

  • الصورة البلاغية: “أصابعها الخفية السحرية” استعارة جميلة لقوى التغيير الخفية في الحياة.


 المغزى:

مهما بدت الأحلام مستحيلة، فإن الإصرار الحقيقي والنية الصافية قد يحوّلان الحلم إلى حقيقة. ولكن، على المرء أن يكون مستعدًا لتحمل المسؤولية والمواجهة دون شكوى، فالعظمة لا تُمنح إلا لمن يستحقها.

إضاءة معجمية – مفردات من نص “البنفسجة الطموح”

الكلمةالمعنى المعجمي
مستغربةمندهشة
تواضعتنزّه عن الكِبر
شريفةعالية القدر
المطمعما يُشتهى ويُرغَب فيه
البلاياجمع “بليّة” وتعني المحنة أو المصيبة
زاهيةمشرقة، مضيئة، صافية اللون

 أهمية هذه المفردات:

تساعد هذه الكلمات في فهم البُعد الرمزي والأدبي للنص، حيث ترتبط بـ:

  • قيم التواضع والطموح.
  • رمزية النفس البشرية ومجاهدة المصاعب.
  • جمال اللغة الشعرية في النص.

شرح الجزء الرابع:

الحدث:

  • جاء عصر النهار وتحول الجو إلى عاصف، وانقلب الفضاء من مشرق إلى مظلم بغيوم سوداء.

  • هبت عاصفة قوية، فهاجت السوائق (الرياح الشديدة) واختفت مظاهر الهدوء والجمال.

  • تساقط المطر الشديد وتكسرت الأغصان، وذبلت الأزهار.

  • لم يصمد في وجه العاصفة إلا “الرياحين الصغيرة” التي كانت ملتصقة بالأرض أو مختبئة بين الصخور.


 التحليل الأدبي:

العنصر الأدبيالتوضيح
الصراعبين البنفسجة (الطموحة) والطبيعة (القوية).
الرمزالرياح والعاصفة ترمز للمحن والشدائد في الحياة.
القيمة التربويةالتواضع أحيانًا يمنح الإنسان قوة الاستمرارية والبقاء، في حين أن الكبرياء قد يؤدي للسقوط.
الأسلوبوصف درامي، يعتمد على الأفعال القوية والصور الحسية (مثل: تلبد، يقوّم، هاجت، فارتعدت…).

 مفردات مهمة:

 

الكلمةمعناها
تلبد النهارغطى النهار الغيم وأظلم الجو
بيقوم سوداءسحب كثيفة ومظلمة
السواقالرياح القوية
الرياحينالأزهار العطرة الصغيرة
تلتحف بالأرضتلتصق بها من شدة الريح

شرح الجزء الخامس (تتويج الصراع بالنتيجة):

النص يقول:

“أما تلك الحديقة المنفردة فقد قاست من هيج العناصر ما لم تقاسه حديقة أخرى…
فلم تمر العاصفة وتشع الغيوم، حتى أصبحت أزهارها هباءً منشورًا، ولم يسلم منها بعد تلك المعمعة الهوجاء،
سوى طائفة البنفسج المختبئة بجدار الحديقة.”


 التحليل الأدبي:

العنصر الأدبيالتفسير
النهايةنهاية حزينة ولكن ذات معنى عميق، فمعظم الأزهار ذهبت ضحية الطموح الزائد، وبقيت البنفسجة الوحيدة التي نجت لأنها احتمت بتواضعها.
الرمزيةترمز البنفسجة إلى الإنسان المتواضع الحكيم، الذي لا يتحدى الطبيعة ولا يغتر بالمكانة والظهور.
الرسالة التربويةالطموح المفرط دون حساب للعواقب قد يؤدي للهلاك، أما التواضع فيمنح السلامة والاستمرارية.
القيمة الجماليةتصوير بلاغي مؤثر يجمع بين الألم والجمال، والتوازن بين الصورة الحسية والرسالة الأخلاقية.

 الصورة الجمالية:

  • “أزهارها هباءً منشورًا”: تشبيه يدل على التلاشي الكامل.

  • “المعمعة الهوجاء”: تصوير مكثف للعاصفة، ويدل على الفوضى والمحنة الشديدة.

  • “طائفة البنفسج المختبئة”: رمز للبساطة والحكمة والنجاة.


 الخلاصة:

نجت البنفسجة لأنها لم تسعَ للظهور، بل آثرت السلامة، فكان في تواضعها حياةٌ، وفي غرور الآخرين فناء.

شرح الفقرة:

“ورفعت إحدى صبايا البنفسج رأسها، فرأت ما حل بأزهار الحديقة وأشجارها فابتسمت فرحًا، ثم نادت رفيقاتها قائلة:
ألا فلتنظرن ما فعلته العاصفة بالرياحين المتشامخة تيهًا وعجبًا
وقالت بنفسجة أخرى: نحن نلتصق بالتراب، ولكننا نسلم من غضب العواصف والأهواء…
وقالت بنفسجة ثالثة: نحن صغار الأجسام، غير أن الزوابع لا تستطيع التغلب علينا.”


📌 التحليل الأدبي والتربوي:

العنصرالتفسير
الحدثإحدى البنفسجات تنجو وترى الخراب من حولها بعد العاصفة.
ردة الفعلالبنفسجات يشعرن بالفخر لأنهن لم يتكبرن، وتمسكن بالتواضع.
الرسالة الرمزيةالزهور المتشامخة تمثل المتكبرين الذين لا يصمدون أمام المحن، أما البنفسجات فتمثل البسطاء المتواضعين الناجين.

🖌️ الصورة الجمالية:

  • “الرياحين المتشامخة تيهًا وعجبًا”: تصوير للزهور التي رفعت رؤوسها تكبرًا، فكان سقوطها نتيجة لذلك.
  • “نلتصق بالتراب، ولكننا نسلم”: استعارة جميلة، توحي بأن التواضع سبب النجاة.
  • “صغار الأجسام، غير أن الزوابع لا تستطيع التغلب علينا”: تشبيه رمزي للمستضعفين الذين يملكون القوة الداخلية للصمود.

الخلاصة التربوية:

النص يعلّمنا أن التواضع لا يعني الضعف، بل قد يكون مصدرًا للقوة والنجاة من المصاعب.



💠 شرح الفقرة:

“ونظرت إذ ذاك ملكة طائفة البنفسج فرأت على مقربةٍ منها الوردة التي كانت بالأمس بنفسجية، وقد اقتلعتها العاصفة، وبعثرت أوراقها الرياح، وقلعتها على الأعشاب المبللة، فبكت كأنها أرادت العدو بسهم.
فرفعت ملكة طائفة البنفسج قامتها، ومدّت أوراقها ونادت رفيقاتها قائلة:
تأملن وانظرن يا بناتي… انظرن إلى البنفسجة التي غرّتها المطامع، فذهبت إلى وردة تشامخت ساعة ثم هبطت إلى الحضيض.”


📌 التحليل الأدبي والرمزي:

العنصرالتفسير
الحدثمشهد النهاية: البنفسجة المغرورة تتحول إلى وردة ثم تسقط بفعل الرياح.
النتيجةكانت النتيجة سقوطًا مأساويًا نتيجة الطمع والكبر.
الرسالة الرمزيةمن تواضع لله رفعه، أما من تكبر سقط وانكسر.
الصراعبين طموح لا يعرف حدودًا (البنفسجة المتكبرة)، وبين الحكمة والرضا (البنفسجة المتواضعة).

🖌️ الصور البلاغية:

  • “اقتلعها العاصفة”: تصوير للمصير القاسي للغرور والطمع.
  • “بكت كأنها أرادت العدو بسهم”: تشبيه للبنفسجة بالبشر، يُظهر ندمها.
  • “انظرن إلى البنفسجة التي غرّتها المطامع”: خطاب موجه يحمل عبرة للآخرين.

القيمة التربوية:

نهاية منطقية تبرز أن من تخلى عن أصله توهمًا بالعظمة، سقط حين جد الجد، وأن الرضا والقناعة سبيل النجاة.


إضاءة معجمية – الجزء الرابع من نص البنفسجة الطموح:

الكلمةالمعنى
تلبدتداخل ولَزِق بعضه ببعض.
مبطنةمخفية أو مستورة، أو مغلقة من الداخل.
هاجتثارت أو اضطربت.
عرمرمكثير أو ضخم (تستخدم غالبًا للجموع الكثيرة).
كسرتهشّمت، أو حطّمت.
الهوْجاءالطائشة، غير المنضبطة، وتُطلق على الرياح الشديدة.
تأملنانظرن، تدبرن.
الحضيضنهاية سفح الجبل، يُستخدم مجازًا للدلالة على الانحدار أو السقوط.
أمثولةمثال يُحتذى به، أو نموذج للعظة والعبرة.

📘 هدف هذا الجزء من الشرح:

  • تسهيل فهم النص الأدبي من خلال توضيح الكلمات الصعبة أو الغريبة.
  • ربط المفردات بالمواقف في النص لتقوية مهارة التحليل.
  • مساعدة الطالب على استخراج الصور البلاغية والمعاني الرمزية.

 

الجزء الخامس – تحليل وتوضيح:

📜 النص:

“عندما ارتعشت الوردة المحتضرة واستجمعت قواها الخائرة وبصوتٍ متقطّع قالت: ألا فاسمعن أيّتها الجاهلات القانعات، الخائفات من العواصف والأعاصير. لقد كنتُ بالأمسِ متكنةً أجلسُ بين أوراقي الخضراء مكتفيةً بما قُسِمَ لي… وقد كان الاكتفاء حاجزًا منيعا يفصلني عن زوابع الحياة، ويهوّن لي ويجعل كياني محدودًا بما فيه من السلامة، متشابهًا بما يساره من الراحة والطمأنينة.”


شرح وتحليل:

العنصرالتوضيح
المتحدثالوردة المحتضرة
المخاطَبالبنفسجة، ومن معها من الزهور القنوعات
نبرة الصوتمتقطعة بسبب الاحتضار، ولكن قوية المعنى ومليئة بالحكمة
أفكار النصالوردة ترفض حياة “القناعة الزائفة”، وتدعو إلى تحدي الحياة والمخاطرة والطموح
الرمزيةالوردة ترمز إلى الطموح والشجاعة والتجربة، رغم أنها تحتضر، إلا أن صوتها يحمل إرثًا من الحكمة والرؤية الثاقبة
الصورة البلاغية“استجمعت قواها الخائرة” → تصوير للوردة وكأنها كائن يحتضر لكنه يملك كلمة أخيرة قوية

🎯 رسالة هذا الجزء:

الدعوة إلى كسر حاجز القناعة السلبية والخوف من المجهول، والتمسك بالطموح والسعي نحو المعالي حتى وإن واجهتنا التحديات.

الجزء الخامس – تكملة وتحليل:

📜 النص:

“ولقد كان بإمكاني أن أعيش بنظيركن ملتصقة بالتراب حتى يغمرني الشتاء بثلوجه، وأذهب كمن يذهب قبلي إلى سكينة الموت والعدم قبل أن أعرف من أسرار الوجود ومكنوناته غير ما عرفته طائفة البنفسج منذ وجد البنفسج على سطح الأرض…
ولكني أصغيت إلى سكينة الليل، فسمعت العالم الأعلى يقول لهذا العالم:
(( إنما القصد من الوجود الطموح إلى ما وراء الوجود ))”


الشرح والتحليل:

العنصرالتوضيح
المتحدثةالبنفسجة
الحدثتعلن البنفسجة عن فلسفتها النهائية في الحياة والطموح
الفكرة الأساسيةالطموح يتجاوز مجرد البقاء، إلى استكشاف أسرار الوجود، والسعي وراء المعاني العليا
الرمزيةالبنفسجة ترمز إلى الإنسان الطموح الذي لا يرضى بالحياة السطحية بل يسعى للمعرفة والحكمة
الأسلوبتأملي، فلسفي، عميق، فيه استخدام للتقابل بين السكون والحركة، والوجود والعدم
الاقتباس الختامي(( إنما القصد من الوجود الطموح إلى ما وراء الوجود )) ← خلاصة فكر النص بأكمله، ويوحي بفلسفة المثالية والتجاوز نحو القيم العليا

🎯 الرسالة العامة للنص:

النص يدعو إلى تجاوز الرضا بالواقع والسكون إلى الارتقاء الروحي والمعرفي، والبحث عن الغاية الأسمى للحياة، ويؤكد أن الطموح هو جوهر الوجود.

تحليل الجزء الأخير (الختامي):

📜 النص:

“فتمردت نفسي على نفسي، وهاج وجداني بمقام يعلو عن وجداني… وما زلت أتمرّد على ذاتي وأشتاق إلى ما ليس لي… فطلبت إلى الطبيعة…”

 الشرح:

العنصرالتحليل
التمردالبنفسجة لم ترضَ بما رسمته الطبيعة لها، بل أرادت تجاوز مصيرها العادي
رمزية الوردةترمز إلى الشخصية المتأملة الباحثة عن المعنى العميق للوجود
الجدلية الوجوديةتمرد، شوق، رفض السكون، رفض “الطبيعة المحددة”، السعي إلى “اللامرئي واللامحسوس”
الذروة الشعوريةصراع بين الخضوع للمصير والبحث عن الكمال المطلق
النهاية التأملية“نظرت إلى الكون من وراء عيون الورود”، “سمعت همس الأثير”، “لمست ثنايا الروح في أرواق الورود” ← تعبير عن التحول من الواقع إلى الروح

 الخلاصة العامة للنص (البنفسجة الطموح):

قصة رمزية فلسفية تحكي عن نفس إنسانية طموحة، تسكنها روح البحث عن العظمة والمعنى، لا ترضى بالمألوف أو المحدود، تسعى لاكتشاف أسرار الحياة والوجود. البنفسجة تمثل الطموح الروحي والنفسي، في مقابل الوردة التي ترمز إلى الرضا بالواقع والمكانة الظاهرة.

شرح وتحليل الفقرة:

 النص:

“ثم لوت عنقها، وبصوت يكاد يكون لها، قالت:
أنا أموت الآن… أموت وفي نفسي ما لم تكنه نفس بنفسية من قبلي…”

 التحليل الأدبي والفكري:

العنصرالتحليل
“ثم لوت عنقها”تصوير للموت الواعي، يدل على الإرادة الحرة والاستسلام البطولي للمصير
“أنا أموت الآن”تعبير صريح عن قرار النهاية، لكنه قرار وجودي مليء بالمعنى
“وفي نفسي ما لم تكنه نفس”تشير إلى فرادة التجربة، وأن هذا الموت يختلف عن أي موت تقليدي
“أموت وأنا عالمة بما وراء المحيط”إدراك فلسفي لما بعد الوجود المادي، أي المعنى الروحي الأعلى
“هذا هو القصد من الحياة”تلخيص لفلسفة النص: الحياة ليست في البقاء، بل في تحقيق المعنى حتى لو أدى إلى الفناء
“ابتسمت من حققت الحياة أمانيها”خاتمة رمزية: موت النفس يقابل ولادة الروح، وتتحقق بذلك الانتصارات المعنوية

 المعنى الرمزي العام للفقرة:

البنفسجة تمثل الإنسان الذي يسعى إلى تحقيق الذات العليا، لا يقبل بالحدود أو التكرار، ويصل إلى قمة الوعي بذاته حين يفنى فيها، راضيًا بما حققه من رسالة في هذا العالم.

شرح معاني الكلمات (إضاءة معجمية):

الكلمةالمعنى
ارتعشتاهتزت، تحركت
الخائرةالضعيفة، المنهكة
زوباعهيجان الرياح وتَصاعدها
مُقعمةممتلئة بالفخر
لَهاثًاحرّ العطش أو الإعياء
تكنّهتخفيه، تحتفظ به في داخلها (حقيقة أو شعور)

 الفائدة التعليمية:

فهم هذه المفردات ضروري لفهم الصورة البلاغية ولتأويل رموز النص، خاصة أن القصيدة تعتمد على الرمزية واللغة العميقة في تصوير معاناة البنفسجة ومفهوم الطموح.

التعليق على النص:

📌 الأسلوب السردي الرمزي:

  • استخدم جبران خليل جبران القصة كوسيلة لتحليل نفسي عميق من خلال نص رمزي.

  • اعتمد على الخيال والرمز والتأمل، مما جعل النص يحمل معاني إنسانية وفكرية.

📌 المعالجة الأدبية:

  • النص يعالج قضايا:

    • الحرية الشخصية

    • الطموح

    • معاناة الفرد في بيئة تقمع التميز

  • تم ذلك عبر تصوير البنفسجة الصغيرة ذات الطموح العالي كرمز للإنسان المختلف الطامح.


🌟 فائدة الرمز في النص:

“إثارة المشاعر وتحريك الأذهان الوجدانية”

  • الرمز هنا (البنفسجة) ليس مجرد زهرة، بل هو تشخيص للإنسان الطموح في بيئة لا تتقبل التغيير.


🏫 المدرسة الأدبية:

  • المدرسة المهجرية التي ينتمي إليها الأديب جبران خليل جبران، وهي مدرسة:

    • تهتم بالحرية الفكرية والتعبيرية.

    • تميل إلى النقد الاجتماعي وتحليل النفس الإنسانية.

أبرز الخصائص التي ظهرت في النص:

  1. النزعة الإنسانية والروحية والمشاركة الوجدانية
    ↢ النص يعبر عن معاناة النفس البشرية، ويشارك القارئ وجدانياً في ألم النفس الطموحة.

  2. التأمل في الطبيعة والكون
    ↢ الطبيعة ليست مجرد خلفية، بل شخصية فاعلة تراقب وتوجه وتؤثر، كما في الحوار مع البنفسجة والوردة والطبيعة.

  3. الدعوة إلى المثل العليا والحياة الفضلى
    ↢ النص يحفز على السعي نحو القيم السامية، كالعزة والكرامة والحرية، حتى لو كلف ذلك التضحيات.

  4. اتخاذ الشكل القصصي كوسيلة للتحليل النفسي للعواطف والمشاعر
    ↢ كل زهرة تمثل نمطاً نفسياً (الرضا – الطموح – الغرور)، والنص يوصل الفكرة عبر حوار وحركة وتصعيد درامي.

  5. تنوع القصص بين الرمزية والواقعية والأسطورية
    ↢ تتقاطع الأحداث بين الواقع النفسي والرمز الخيالي، ما يعطي النص طابعًا قريبًا من الحكايات الرمزية ذات الدلالات العميقة.

تدريبات على نص “البنفسجة الطموح” لجبران خليل جبران

🔹 السؤال الأول:

عدّد الشخصيات الرمزية التي وردت في النص.
الإجابة:
البنفسجة – الوردة ذات القامة الهيفاء – الطبيعة – الفضاء – الغيوم – البرق – الرعد – الرياحين الصغار – ملكة طائفة البنفسج – الأزهار القانعات.


🔹 السؤال الثاني:

ما المشاعر التي سيطرت على البنفسجة في مطلع القصة؟ وما سببها؟
الإجابة:
مشاعر الحزن والأسى، عندما رأت نفسها أقل حظًا دون أترابها، إذ رأت الوردة تطاول بقلقها وهي ملتصقة بأديم الأرض.


🔹 السؤال الثالث:

لماذا طمحت البنفسجة أن تصبح وردة؟ وهل توافقها على ذلك؟
الإجابة:
لأنها أرادت أن تتخذ لها مكانة في الحياة تنعم فيها بالحرية والجمال والعلو والاستمتاع بكل مظاهر الجمال.
الرأي الشخصي: يختلف حسب وجهة النظر: فالبعض يرى طموحها مشروعًا، وآخرون يرونه مغامرة غير محسوبة النتائج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى