شرح وحل درس تعظيم الله تعالى – الصف الثامن
ديني قيمي الفصل الدراسي الثاني شرح وحل درس تعظيم الله تعالى – الصف الثامن
الدرس الرابع تعظيم الله تعالى
أفكر وأعبر
هل أنا معظم الله تعالى ؟
هل أؤدي الصلاة مستشعرًا عظَمَةَ مَنْ أَقِفُ أمامَهُ، أَوْ أُؤَديها كعادةٍ من العادات اليومية التي أمارسها كل يوم دون استشعار هدفها وغايتها ؟
أقرأ وأفهم:
تعظيم الله تعالى من أوجب الواجبات على الإنسان، فهو أصل العبادة وحقيقتها، وقد عظم الله تعالى نفسه في كتابه، وأمر بتعظيمه، فقالَ : ﴿فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ﴾ (الواقعة: ٩٦)، ومن أسمائه الحسنى (العظيم)، فهو جلَّ شأنه عظيم في ذاته وأسمائه وصفاته، وكلامه وأفعاله، وملكه وسلطانه، وخَلقه، ووحيه، وشرعه، وتنزيله؛ لذلك استحق التعظيم بالتكبير والإجلال والتمجيد.
وقد ذَمَّ اللهُ تعالى مَنْ لَمْ يعذِّمُهُ حَقَّ عَظَمَتِه ، ولَمْ يقدِّرْهُ حَقَّ قَدْرِهِ، فقال: ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ، وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّتُ بيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ (الزمر (٦٧)؛ فالغفلة عن تعظيم الله تعالى تعود إلى الجهل به؛ فعلى قدر المعرفة يكون تعظيم الرب سبحانه، وقد استنكر نوح على قومه عدم تعظيمهم لله تعالى، فقال مستفهما : ﴿مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا وَاللَّهُ أَنْبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا﴾ (نوح: ۱۳-۱۸) ؛ لذلك جاء الأمر بالنظر والتفكر في آيات الله ومخلوقاته الباهرة، وبديع صنعه، وجميل فعله، وبتدبر كتابه، فإنَّ ذلك مما يؤثر في القلب، ويُذكي فيه تعظيم الله تعالى.
ويُعد تعظيم الله تعالى مؤشرًا ودليلا على التقوى التي في القلوب، فهو يَنبُتُ في القلب أولا ، ثُمَّ ينعكس على الأقوال والأعمال والجوارح، ومن ذلك تعظيم شعائره ﴿ذَلِكَ وَمَن يُعَظِمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾ (الحج (٣٢)، ويكون تعظيم شعائر الله تعالى بإجلالها وأدائها برغبة ومحبة، والعناية بها على أكمل وجه ممكن، والحرص على تحين أوقاتها ، والمسارعة إليها عند وجوبها ، والحرص على أركانها وواجباتها، والأسف عند التقصير في شيء منها ، فكل ما فرضَهُ اللهُ عزَّ وجلَّ من شعائر يجب أَنْ يُعظم، ولا يتخذ شيءٌ من ذلك هُزُوًا ، وقد وبَّخَ اللهُ المستهزئين به وبآياته وبرسوله، فقال: ﴿وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ﴾ (التوبة: ٦٥-٦٦)، وكل مزاح يؤدي إلى استخفاف أو استهزاء أو انتقاص بآيات الله تعالى وأحكامه ورسوله له محرم. ومن تعظيم الله تعالى تعظيم حُرُماتِه، قال تعالى: ﴿ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِندَ رَبِّهِ﴾ (الحج (٣٠) ، ويكون ذلك بتعظيم انتهاكها في النفس قبل اقترافها ، فقـد حذَّرَ اللهُ تعالى من تعدّي حدودِهِ ، فقال : ﴿تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا﴾ (البقرة : ) وكان النبي وَقَّافًا عندَ حُدودِ اللهِ تعالى، ويَغْضَبُ اللهِ أَشَدَّ الغَضَبِ إِذا انْتُهِكَتْ محارمه، والصحابة كانوا يحذِّرون من الاستهانة بالمعاصي، فقال أنس يوما لجالسيه من التابعينَ : « إِنَّكُمْ لَتَعْمَلُونَ أعْمالًا ، هي أدَقُ في أَعْيُنِكُمْ مِنَ الشَّعْرِ، إِنْ كُنَّا لَنَعُدُّها عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ مِنَ المُوبقاتِ»، (1) كما يستفسر المؤمن عن الشبهات التي لا يعرف حكمها من العلماء الموثوقين؛ استبراء لدينه وعِرْضِه، ويجب أن يكون امتثال الأمر واجتناب النهي صادرا عن تعظيم الآمر الناهي، لا خوفا من أَعيُنِ الناس، أو خشية العقوبات الدنيوية التي رتبها الشارع على المناهي. (1) البخاري، الصحيح، رقم الحديث : ٦٤٩٢
الموبقات: هي الكبائر من المعاصي.
وقد شرف الله تعالى أزمنة محدَّدةً وخصَّها بالتعظيم والتفضيل، كالأشهر الحرم (رجب، وذي القعدة، وذي الحِجَّةِ، ومُحرَّم)، وشهر رمضان، وليلة القدر، ويوم الجمعة، والعشر الأوائل من ذي الحجة، ويوم عرفة، كما عظم أماكن بعينها وخصها بأفضلية الزيارة وشد الرحال إليها ، كالمسجد الحرام والمسجد النبوي، والمسجد الأقصى، وخصَّ مِنَ المسجد الحرام الكعبة المشرفة بالتعظيم، فهي أول بيتٍ وُضِعَ للناس؛ لذلك على المؤمن أن يستثمر مواسم الطاعات والأماكن المباركة، ويكرس نفسه في القربات وتعظيم حقوق الله تعالى.
يتحدث الله سبحانه وتعالى عن ذاته في القرآن الكريم بصيغة الجمع ؛ لأجل التعظيم والإجلال، ومن ذلك قوله: ﴿إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ﴾ (يس: ١٢) إلا عندما يتحدث عن توحيده فيأتي بصيغة المفرد كقوله: ﴿إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي﴾ (طه : ١٤ ) ؛ فَهُوَ واحد لا شريكَ لَهُ.
من تعظيم المسلمين الله تعالى إلحاق العبارات: «عَزَّ وَجَلَّ» و«سبحانه وتعالى»، و«جل جلاله» بعد ذكر اسمه ؛ فَلَهُ العزَّةُ الكاملة والجلال المُطلق، والعظمة الخالية من العيب والنقص
حل اسئلة الدرس: درس تعظيم الله تعالى – الصف الثامن