الفرق بين النجاح والقيمة: هل تستحق التضحية؟

ما الفرق بين النجاح والقيمة؟ وهل يمكن تحقيق الإنجاز العالمي دون خسارة المبادئ والعلاقات؟ في هذا المقال نناقش الصراع الأزلي بين الطموح الشخصي والالتزام الأخلاقي من خلال أمثلة حقيقية مثل ستيف جوبز، إيلون ماسك، توماس أديسون، ونيكولا تيسلا.
النجاح مقابل القيمة: معادلة الحياة المعقّدة
في أحد اللقاءات سُئل إيلون ماسك:
ما رأيك في كل من نيكولا تيسلا وتوماس أديسون؟
هل أنت “تيسلوي” أم “أديسوني”؟
وكان جوابه مختصرًا وذكيًا في آن:
“كلاهما مكمل للآخر، أحدهما عبقري انعزالي، والآخر رائد أعمال مهووس بالنجاح.”
أديسون، رجل أعمال بارع، يركّز على النتائج والمكاسب والمنتجات.
تيسلا، عبقري فذّ، لكن انطوائي، يرى بعض ممارسات أديسون بأنها لا أخلاقية.
في النهاية: نجح أديسون بفضل قيمة تسلا، وبرز تسلا بفضل صخب أديسون.
هل النجاح يستحق التضحية؟
الكاتب عبدالرحمن عرفة يطرح في مقاله سؤالًا مهمًا:
“هل أنت مستعد للتضحية؟”
غالبًا ما يُقدَّم النجاح ككأس نخب فاخر، لكنه مليء بالتضحيات:
- العائلة تُنسى
- الأصدقاء يُهملون
- القيم تُتجاهل
يبدو أن النجاح العالمي المدوي غالبًا ما يكون مفهوماً فردياً لا يتسع إلا لشخص واحد.
يُقصى فيه الجميع: الزوجة، الأبناء، وحتى الذات في بعض الأحيان.
النجاح بلا علاقات: هل هو انتصار فعلاً؟
ستيف جوبز مثال صارخ. رجل غيّر العالم تقنيًا، لكنه فشل في أبسط علاقة إنسانية — علاقته بعائلته.
هل تقبل أن تكون ناجحًا عالميًا لكن مكروهًا من أقرب الناس إليك؟
السؤال الأهم:
هل هناك طريق ثالث؟ هل يمكن أن نكون ناجحين وعاطفيين؟ متفوقين ومحبوبين؟
ربما، لكن لا أحد يملك الإجابة. ما نملكه فقط هو الاختيار.
النجاح أم القيمة؟… أولويات لا أكثر
في مرحلة الشباب، قد يكون المال والتمرّد هو الأولوية،
لكن مع تقدم العمر، تتغير المعايير وتبدأ القيم في البروز.
الزمن يعفّن كل شيء… إلا القيم.
فالقيم وحدها تنضج وتبقى، بينما يذوب النجاح إذا لم يكن مؤسسًا على أساس أخلاقي وإنساني متين.
النجاح جميل، لكنه ليس مجانياً.
القيمة عظيمة، لكنها طريق أطول.
ويبقى السؤال معلقاً في رقبتك أنت:
هل أنت مستعد للتضحية؟
نصيحة للقراء:
راجع أولوياتك، واسأل نفسك: ما الذي ستندم على فقدانه بعد 20 عامًا؟
النجاح؟ أم العائلة؟ أم احترامك لذاتك؟
تم إعداد المقال بتصرف نقلاً عن مقال الكاتب: عبدالرحمن عرفة.